لا شک في أن تقنين الصناعة الأدبية في عصور ازدهار الحضارة العربية في العصر العباسي کان على أيدي علماء الکلام وبخاصة المعتزلة والأشاعرة من أمثال ثمامة بن أشرس ، وبشر بن المعتمر ، والنظام ، والجاحظ ، والرماني، وعبد القاهر الجرحاني ، وغيرهم ولذلک فإن أکثر المصطلحات التي استخدمت في تقنين هذه الصناعة والتي سميت حينا بالبلاغة وحينا آخر بالبيان ، وحينا ثالثا بالفصاحة أو البراعة ، أکثر مصطلحاتها اقتبست من مباحث علم الکلام ، وحددت مفاهيمها حسب المواصفات الکلامية ، کما استخدمت مناهج علم الکلام في مباحثها وتحديد غاياتها. لذلک نرى الأستاذ أمين الخولي ينتهي إلى نتيجة حاسمه ، في بحثه عن هذه العلاقة ، بقوله :"وهکذا مضت البلاغة وسيلة من وسائل دراسة الکلام وکأنها بحث فرعى له"