شبحية الواقع وضلال الصور جماليات الثورة المضادة فى رواية (قاهرة من ضباب) للكاتبة سمية الألفى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 جامعة قناة السويس

2 جامعة السويس

المستخلص

تخطو الكاتبة "سمية الألفي" فى روايتها الجديدة (قاهرة من ضباب) خطوات تشكيلية ودلالية جديدة؛ إذ تجسد من خلالها منظورا جماليا ومعرفيا سياسيا جديدا يتوغل عميقا فى بنية القهر والطغيان، مصورة أشكال الصراعات والاستلابات والانفجارات فى الواقع المصري المعاصر إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير وبعدها، متخذةً شكلا سرديا أيديولوجيا جديدا لا يرى الواقع من خلال ما يتجلى على السطح، بل من خلال ما يتخفى ويتوارى فى الغور السحيق؛ فهي لا ترى القهر الجاثم على صدر الحياة من حولها من خلال بنيات ضدية استقطابية مثلما كان السائد فى البنى السردية السياسية السابقة عليها، كأن يكون فريق الشر فى مواجهة فريق الخير، أو أهل اليسار فى مواجهة أهل اليمين، بل ترى الفريقين كليهما غارقَين فى نسقٍ ثقافي تسلطي قهري واحد يدمغ الجميع بالقهر الأيديولوجى الرمزي الناعم، فالجميع مغمور فى طوفان القهر والتسلط والتحلل، الجميع يشتركون فى الخراب الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأخلاقي المتحدر من عهود طويلة من سياسات القمع والإقصاء، وتعزيز الفوارق الطبقية، وتعتيم حقيقة الواقع، والتنكر للواقع الحقيقي وخلق سياسات الواقع الرمزي القهري ليكون بديلا عن الواقع التاريخي الحقيقي.
وقد تجلى كل ذلك فى جميع البنى السردية للرواية فى صور تدهور القيم وانحطاط السلوكيات ودوران الجميع فى سديم معتم يجتاح الأرواح والأجساد والقيم والأفكار لذلك كله تصدرت الرواية جماليات الاستبداد الخفي والقبح الرمزي الناعم، والعجز عن الحركة، وفقْد التوجهات، وصعوبة بل استحالة فهم ما يحدث، نرى ذلك ساريا فى جميع البنى السردية فى الرواية على مستوى المكان والزمان والحوار والشخصيات والدلالات.

الكلمات الرئيسية