«الحروفُ المُقطَّعةُ» في ضوءِ «قضيَّةِ الإعْجَاز» د. هشام السيد إبراهيم مصطفى خضر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 جامعة قناة السويس

2 جامعة

المستخلص

في سياقِ (تحليلِ الخطابِ القرآنيِّ) اختلفتْ آراءُ أهلِ العلمِ حول «الحروف المُقطَّعة»؛ فمنهم مَن توقَّفَ في شأنها، واعتبرها مِن المُتشابه الذي استأثرَ اللهُ بعلمه، ومنهم مَن رآها خطابًا مِن الله (عز وجل) إلى نبيِّه «مُحَمَّدٍ» (صلى الله عليه وسلم) أعْلَمَهُ معناه دون بقيَّة خلقِه، ومنهم مَن رآها خطابًا مِن اللهِ تعالى إلى خاصَّةِ أوليائِه أوْدَعَهَا لطائفَ إشاراتِه، وضمَّنها أسرارَ معانيه التي يقصدُهم بها دون سائرِ خلقِه، ومنهم مَن رآها خطابًا مِن الله تعالى إلى كافَّةِ أوليائِه وإلى عامَّة المُكلَّفين، فهي مِن وجهةِ النظرِ تلك ليستْ مِن المُتشابه الذي استأثرَ اللهُ بعلمه، بل هي مِن المُحكَم أو مِن المُتشابه الذي يُطلَبُ بدقائقِ العلمِ.

وعلى كلٍّ؛ فإنَّ البحثَ عن معاني تلك الحروفِ لا يكادُ يصل بصاحبه إلى نتيجةٍ يطمئنُّ إليها؛ فقد تشعَّبت الآراءُ، وتباينت المَذاهبُ، وتعدَّدت الأفكارُ حول تلك الحروف، بحيث إنَّك لا تكادُ تجدُ أحَدًا استقام له رَأْىٌ إلَّا وتجدُ آخَرَ قد مَحَى له ذلك الرَّأْيَ، ولا تجدُ أحَدًا استقرَّ له مَقامٌ إلَّا وتجدُ آخَرَ قد أقام له فيه اعتراضًا أحاله دون مَقامِه، حتَّى صار البحثُ عن معاني تلك الحروف وعن وَجْهِ الإعْجَازِ فيها هو بذاته وَجْهَ الإعْجَازِ، إذ الحيرةُ في الثبات على حقيقة أمْرٍ بُرهانُ العَجْزِ عن الوصول إلى هذه الحقيقة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية