أنساق العنف في المتخيل الروائي ، قراءة ثقافية في "تلك البهجة" و"لعبة القدر" د/ شريف صالح عبده صالح

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية اللغات والترجمة - جامعة بدر

المستخلص

ينطلق هذا البحث من منظور النقد الثقافي، لفحص وتحليل إيدلويوجيا العنف في المجتمع المصري، وكيف تجلى عبر المتخيل الروائي بالتطبيق على روايتين هما "لعبة القدر" و"تلك البهجة". أخذًا في الاعتبار، أن مصطلح النقد الثقافي لم يتبلور منهجيًا إلا على يد الناقد الأمريكي فنسنت ليتش، وهو لا ينشغل بحكم القيمة الأدبية، ولا التحليل الجمالي للنص، وإنما تفكيك إيديولوجيته حتى لو تبدت في بنية هامشية أو مضمرة، لذلك كان التركيز على ارتحالات معنى العنف وأنساقه. فعلى الرغم أن النص الروائي هو نسق لغوي بالدرجة الأولى، لكنه يعكس أنساقًا متعددة، ممثلة للواقع، مثلما يعكس وعي المؤلف بسياقه الاجتماعي والتاريخي.

لذلك انتهى البحث - بعد استقراء النصين - إلى ثمانية أنساق مضمرة للعنف: هي العنف الاجتماعي الذي يشمل تمظهرات مثل: التنمر، الضغط والقهر والإكراه، والإساءة الجسدية، وانتهاك الجسد، والانتقام. أما أنساق العنف الأخرى فهي: السياسي، والاقتصادي، والديني، والنفسي، والطبيعي، واللغوي، والرمزي. ويأتي هذا التصنيف وفقًا لمرجعية العنف ومجال اشتغاله وطرائق السرد المعبرة عنه.

ورغم أن البحث ينشغل بتتبع العنف دالًا ومدلولًا، فأنه يخلص إلى غلبة تمظهراته الاجتماعية من تنمر وإكراه وضغوط وكذب واحتيال وانتقام وإساءة جسدية وجنسية، بينما يتراجع عنف الأنساق الأخرى التي تبدو مثل روافد صغيرة تغذي نسق العنف الاجتماعي وتفجره. ولعل مرد ذلك إلى نزوع رقابي مضمر تجنبًا للاصطدام بمؤسسات العنف الرسمي والجمعي. فلاشك أن العنف المتبادل بين الأفراد يسهل التعبير عنه، مقارنة بالعنف المرتبط بمؤسسات.

كما نلاحظ انحياز نص "لعبة القدر" إلى طبقة متوسطة، مشغولة بالتطلع إلى أعلى، على عكس "تلك البهجة" الذي عبرت عن طبقة دنيا تكافح من أجل البقاء. من ثم رأينا تمظهرات متباينة للعنف، من أعلى، ومن أسفل.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية