العقاد راثيا د. أحمد محمد محجوب قاسم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الرثاء أحد فنون الشعر العربي البارزة، بل إنه ليتصدرها من حيث صدق التجربة وحرارة التعبير ودقة التصوير. ويحتفظ أدبنا العربي بتراث ضخم من المراثي منذ الجاهلية حتى يومنا الحاضر. والرثاء أکثر فنون الشعر العربي عاطفة، لأنه يعتمد على مشاعر صادقة وأحاسيس معبرة، فلا يمکن للشاعر أن ينتج قصيدة رثائية جيدة إلا إذا کان المرثي له علاقة مباشرة معه، فيجب أن يکون الکلام نابعًا من القلب حتى ينتظم معه الکلام والوزن الشعري بشکل جميل يعطي للقصيدة رونقًا خاصًا بها، کونها نظمت لأجل رثاء شخص له علاقة مباشرة مع الشاعر.
عاب العقاد على الإحيائيين اهتمامهم بشعر المحافل والمناسبات، لأنه -من وجهة نظره- يخلو من التعبير عن النفس، ويفتقد الصدق في التعبير إلا أننا نجد العقاد يخوض غمار هذا الميدان ويکتب قصائد في رثاء المازني ورثاء سعد زغلول ورثاء السلطان حسين، وقصيدته الرائعة في رثاء الأديبة مي زيادة، والأغرب من هذا کله أن يکتب العقاد قصيدة رثاء في کلبه (بيجو) مما جعل أحد النقاد يکتب مقالًا بعنوان (قصيدة رائعة والميت کلب).
ويبقى السؤال لماذا تطرق العقاد إلى هذه الموضوعات؟ هل ليبين مدى صدق عاطفته وتجربته ويبين خلو شعر الإحيائيين -وبخاصة شوقي- من العاطفة الصادقة؟ أم ليبن مدى تمرده على منهج القصيدة الحديثة وبيان قدرته على صوغ الموضوعات القديمة في شکل جديد يختلف عن طريقة من سبقوه.

الكلمات الرئيسية