التخيل الأدبى وسرديات المحظورات العامة (قراءة نقدية في المحظور العام) أ.د أيمن تعـيـلب

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

ولعل هذا البحث يسعى إلى إماطة اللثام - أو بعضه على الأقل - عن هذا الموضوع الملتبس الشائک الذي تتصارع فيه أسئلة الواقع والوعي والثقافة والقوانين والأعراف وأسئلة الأدب وأشکاله وقضاياه، إذ من شأن التفاعل المعرفي والحوار النقدي أن يسهم في تصحيح وتفنيد عدد من المعتقدات الخاطئة والتصورات الثقافية الوهمية المتسلطة التي تعوق مسار الممارسات الأدبية الخلاقة الدافعة لتقدم الأدب والمجتمع والثقافة واللغة والتاريخ إلى تخوم معرفية وجمالية وإنسانية جديدة.
لقد انشغل الأدب منذ بداياته الأولى بقضايا الإنسان والمجتمع واللغة والحضارة ومعضلات الوجود، وظل يقتحم ويتقحم مساحات مشتعلة ومثيرة للأفراد والجماعات والثقافات عبر مختلف المدارس الأدبية والجمالية والمعرفية شرقا وغربا، ولعل کتب تاريخ الأدب غربا وشرقا تکشف وجوها متعددة للصراع والجدل بين سرديات الأدب وسرديات المحظورات العامة في ظل سياقات اجتماعية وثقافية لامس فيها الخطاب الأدبي عبر تعبيراته الشعرية وجساراته السردية مناطق محظورة ملتهبة طالما اعتبرها الضمير الرمزى الرسمى الجمعى ضمن خانة "المحظورات الاجتماعية العامة" التي ينبغي أن تظل في الظل، لايقرب سياجها المحرم والمقدس أى شيء(1)، مما أثار جل الخطابات الاجتماعية والقيمية والرقابية المناوئة للأدب وجساراته التخييلية. وقد سارعت هذه الخطابات إلى إشهار أسلحتها الفتاکة في وجوه التخييلات الأدبية متخفية في رداء اجتماعي أخلاقى تارة، أومستندة إلى قيم وقوانين عامة تارة أخرى، أو مرتدية قناع الدفاع عن مقدسات الدين الحنيف تارة أخيرة وفي کل الأحول کان هدفها النهائى هو الرغبة العنيفة في تصميت الأدباء، وتقييد الحريات، وتکبيل العقول، وتکميم الأرواح، وخنق الأخيلة.وحماية الجمود العام.

الكلمات الرئيسية