نسقيّة رثاء البنات في شعر الصَّنوبريّ د. هيثم محمد جديتاوي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

شکّل رثاء البنت في شعر الصّنوبريّ حالة فريدة من نوعها في الشعر العربيّ القديم، وخروجًا على مألوف العرب في رثاء الأبناء دون البنات، وتسعى هذه الدراسة إلى تحليل أبرز الأنساق الثّقافيّة الظّاهرة فيها، والحفر في أعماقها للکشف عن الأنساق المضمرة المتوارية وراءها.
وقد حافظت رثائيّات الصنوبريّ في ابنته ليلى على الأنساق الثقافيّة الکبرى الّتي سادت في قصائد الرّثاء عامّة، أوّلها نسق التوجّع، وقد کان أکثر الأنساق الظّاهرة حضورًا في قصائده، ولذلک ثلاثة أسباب: أوّلها أنّ ليلى کانت ابنته الوحيدة، وثانيها أنّه فجع بموتها وهو على مشارف الستّين من عمره، وثالثها تأثير مذهبه الشيعيّ فيما يمارسه أتباعه من طقوس بکائيّة على الميّت على نحو خاصّ.
أمّا النسق الثّاني فهو نسق التأبين الّذي لم يُظهر سوى النزر اليسير من شخصيّة ليلى وملامحها النفسيّة والأخلاقيّة، وأمّا النسق الثالث فهو نسق التّعزية الّذي وقف فيه الشاعر مستسلمًا أمام الموت، وناظرًا إلى ابنته بوصفها وديعة مستردّة.
وخلصت الدّراسة إلى أنّ الشّاعر الّذي بدا خارجًا على الأنساق الثّقافيّة المتجذّرة في الوعي الجمعيّ العربيّ في الانحياز المطلق لنسق الفحولة بإقدامه -غير المسبوق إليه- على رثاء ابنته، لم يستطع الانعتاق منها تمامًا؛ إذ کشفت الأنساق المضمرة أن الشاعر لم يقدّم لنا في الواقع سوى صورة نمطيّة لمجموعة صفات محمودة، لا لکائن ثقافيّ، أو ذات مستقلّة، أو جوهر إنسانيّ فيها

الكلمات الرئيسية