ملامح الشّعرية عند أدونيس "أغاني مهيار الدّمشقي" أنموذجا د. فضيلة فاسخ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

نظرية المزج المفهومي أحد النّظريات العرفانية القائمة على نظرية الأفضية الذّهنية، وهي ترتکز على خصّيصة لغوية مفادها أنّ لکلّ وضع واقعيا کان أو خياليا، سبيلا إلى استعمال بنية لغوية تعبّر عنه، وعن مجمل تصوّراتنا عموما، تُعرف هذه الخصّيصة بالشّمولية التي تتجلّى في ملکة المزج المفهومي، وهي ملکة يتّصف بها بنو البشر، تمکّنهم من بناء المعنى في شکل من التّمازج المفهومي، يکون فيها توليد لمعان جديدة، ومفاهيم جديدة.
وأساس نظرية المزج هو الفضاء الذّهني الذي يبنيه المتکلّم أثناء الحديث أو التّفکير في المدرکات أو المتخيّلات،وعن جميع الأوضاع الماضية والحاضرة، وحتى الآتية،ومن ثمّ يُنشئ المزج المفهومي مفاهيم وصورا تتحوّل إلى أشياء متجذّرة في البنيةالمفهومية للبشر،تنعکس في نظام اللّغة المستعمل، وهذا ما سنتقصّاه من خلال دراستنا. فمن النّظام إلى الانتظام،ومن الشّکل إلى اللاشکل،ومن المعقول إلى اللامعقول،ومن الواضح الصّريح إلى الغامض المبهم،ومن الائتلاف إلى الاختلاف، ومن الفصل بين الشعر والنثر إلى المزج بينهما في احتکام إلى التّقاطع والانفتاح.  
وعليه أقام أدونيس على تلک المقوّمات مفهومه للشّعر الجديد، وقد انفتح النّصّ الشّعري عنده على عديد من المجالات المعرفية،معلنا قيام ثورة في المفاهيم،کسرت جمود القواعد وتخلّت عن کلّ التّقاليد، لتفجّر الصّمت الکائن في الکلمات، وتُطوّع نظام اللّغة، ليخزّن تجاربه، آخذا عناصره من الأساطير، والرّموز الغامضة، يتجوّل فيها المعنى حتى يتلاشى في أرجاء النّص، وبذلک يقع القارئ أسير الکلمات، باحثا عن مسار الوصول إلى المعنى.وهذا ما يجعل للشعر الجديد شعرية لا تضاهى. فما ملامح الشّعرية عند أدونيس من خلال أغاني مهيار الدّمشقي

الكلمات الرئيسية