للحن معانٍ، منها ما اصطلح عليه النُّحاة، وهو مخالفة العرب في سنن کلامهم، أو کما يقول ابن فارس: "إمالة الکلام عن جهته الصَّحيحة في العربية. وهو الذي يعنينا من معانيه في هذا البحث. ومنه قول الله تعالى: (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)محمد/30، فکان رَسُول الله-صلى الله عليه وسلم- بعد نزول هذه الآية يعرف المنافقين إذا سَمِعَ کلامَهم، يَسْتَدِلُّ بذلک على ما يَرَى من لحنه.
وقد دقّ المختصون ناقوس الخطر منذ سنوات عديدة، محذّرين من هذا الخطر الداهم، بيد أن الظاهرة ما فتئت تستفحل في ألسنة المثقفين، ولا سيما المذيعين والکتاب، وطلاب اللغة العربية وأقلامهم. وهذه الدّراسة ليست إلا محاولةً لدراسة هذه الظاهرة دراسة علمية جادّة؛ لتحديد أسباب انتشارها، والوقوف على أهم مظاهرها، ووصف العلاج الناجع للحدّ من استفحالها، باقتراح حلول عملية قابلة للتطبيق. وهذه الدراسة تجيب على الأسئلة التالية:
1- ما هو اللحن؟.
2- ما أبرز مظاهر اللحن قديما؟، وکيف حارب القدماء اللحن ؟.
3- ما أبرز نماذج اللحن في عصرنا الحديث؟، وما الأسباب التي أدت إلى ظهوره؟.
ما الآثار المترتبة عن انتشار هذه الظاهرة؟، وما السبل الناجعة للحد منها؟.