شعرية السرد الروائي، رواية "شمس الخريف" لمحمد حسن عبد الله أنموذجًا د. غادة حسن زکريا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

يدور هذا البحث حول موضوع الشعرية في الرواية، والرواية بصفة خاصة لما تتميز به من خصائص تؤهلها لأن تکون حقلاً مهمًا من حقول الشعرية، تفيد من مصادر مختلفة من الحياة، وتحولها إلى واقع جديد، أو عالم متخيل، وهذه الإجراءات التي يبنيها المؤلف هي أرکان البناء الشعري، ولتعدد عناصر البناء الروائي من ناحية، وما تبوح به من شعرية من ناحية أخرى، نراها لذلک تتعلق بالمناهج الأدبية المختلفة.
        والشعرية في أيسر تعاريفها أنها تللک الخصائص المجردة التي تصنع فرادة العمل الأدبي، ومهمة هذا البحث أن يکشف عن هذه الخصائص، من خلال بيان خصائص کل رکن من أرکان العمل الروائي. کذلک فإننا نؤمن بأن الشعرية کالحب لا توصف، وأنها قائمة على مفهوم الانزياح اللغوي، فإذا کانت الرواية تتکامل البناء براوٍ، وحدث، وشخص، وزمان، ومکان، کان لزامًا أن نحدد انزياح هذه البنيات عن الإطار الواقعي، لتستقر في العالم المتخيل.
        فالبحث عن الشعرية يُنظر فيه من خلال العلاقات بين بنيات النص الأدبي وعلاقاتها مع بعضها البعض، بل يخرج من ذلک إلى البحث في الأدوات المساعدة في تشکيل هذه العلاقات، ليخرج إلى العلاقات خارج النص،لاوهذا البعد الخفي يمکن أن نفسر من خلاله شعرية الظواهر غير الأدبية، کالظاهرة الاجتماعية من الفقر والجوع والمرض التي يوظفها الکاتب في عمله من خلال هذه العلاقات التي تربط بعضها البعض، بل وتربط الأدبي بغير الأدبي.
وقد قدم البحث لمفهوم الشعرية في النوع الأدبي بأنه مجموعة من المفاهيم التي تتعلق بمکونات النص، وطبيعته، والتي يُستند في تفسيرها إلى مجالات معرفية متنوعة من علم النفس، والسوسيولوجيا، والتلقي، ... بغية تفسير المتخيل الروائي، والنص الروائي کليهما، للوصول إلى تحليلات أعمق، وتفسيرات أدق.
        والشعرية  بهذا المفهوم تتعلق بکل مکون من مکونات النص، من أول العنوان وعتبات النص الروائي، ومرورًا بالحکي، والشخصيات، والأحداث، والزمان، والمکان، ...، أضف إلى ذلک هذا الکل من المجالات المعرفية المتنوعة التي تسهم في القراءة التأويلية للعمل الأدبي. 
        مما سبق يبدو تنوّع الأسئلة التي تسأل عنها الشعرية، وفلَکُ هذه الأسئلة يدور في:
        کيف تتشکل القصة؟ وکيف تتناسق وتنتظم الظاهرة غير الأدبية ضمن نسيج النص الأدبي؟ وما العلاقة بين المتخيل الروائي والنص الروائي المؤلَّف ذاته؟ وکيف يؤلف الأديب بين مکونات الوجود غير المتجانسة في صورة متجانسة؟ وکيف أثرت اللغة في ذلک وتأثرت؟
        وقد حاولت في هذا البحث أن أجيب عن هذه الأسئلة التي تسأل عنها الشعرية من خلال التطبيق على واحدة من أهم الروايات التي کتبها الروائي الکبير محمد عبد الحليم عبد الله، وهي رواية شمس الخريف، في محاولة لبيان مدى التناسق والتناغم بين مکونات العمل الأدبي، وکيفية تشکله.

الكلمات الرئيسية