من تفريغ الشکل إلى تشکيل الفراغ. دراسة بنية التقابل والتضاد في"رحلة ابن فطومة" لنجيب محفوظ د. رشا صالح

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

ترتکز حرکة نص "رحلة ابن فطومة" الفلسفية والروائية على محورين متعاقبين هما محور تفريغ الشکل الذي يتمثل على نحو خاص في القسم الأول من الرواية بجانبيه السلبي والإيجابي، منطلقاً إلى المحور الثاني، وهو تشکيل الفراغ الذي يتصاعد في الفراغات المکانية والزمانية الممثلة لصلب الرحلة تصاعداً متدرجا من أماکن قابلة للتخيل والتصور، انطلاقاً من أسمائها الخاصة أو سماتها العامة کي يشکل الراوي فراغها الذي يجسد أنماطاً من صراع اليقظة والحلم عنده، وينتهي التصاعد بالوصول إلى أماکن أو ديار موغلة في الفراغ، يصعب تخيلها أو بلوغها ممثلة في دار "الغروب" ثم "الجبل" التي ينتهي بها المطاف وسط ضباب شفاف يعمد الرواي إلى أن يجعله غاية مفتوحة للحرکة من تفريغ الشکل إلى تشکيل الفراغ.
        وخلال هذا التصور العام تتضافر العناصر الفنية المألوفة متمثلة في الزمان والمکان واللغة والشخصيات الرئيسية والثانوية والأحداث،  ويعد التقابل تصورا من تصورات العلاقة بين الألفاظ والمعانى، والعلاقة بينهما جدلية. فالظاهرة التقابلية دعامتها الرئيسية الثنائية المزدوجة. وکل کلمة موجودة في السياق اللغوى للنص تحدد دلالتها الکلمة المضادة أو المقابلة، وهى بالضرورة غير موجودة في النص، وإنما ينتجها تلقى النص.
      وانطلاقا من هذه المفاهيم، فإن قراءتنا لهذا النص ترتکز على دراسة بنيتى التقابل والتضاد حيث يتم من خلال بنية التقابل رصد عالمين أو أکثر متقابلين بينهما تقابل في السمات والخصائص لا يصل إلى درجة التضاد، بينما تکشف بنية التضاد عن العوالم المتنافرة التى شکلها النص. وسوف تنطلق الدراسة من رؤية المنهج البنيوى.

الكلمات الرئيسية