مقدمة العدد بقلم رئيس التحرير

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

وهكذا تكمل مجلة "سرديات" العقد الرابع في عدد إصداراتها، بصدور هذا العد الأربعين، كما يتوج هذا العدد بأربعة أبحاث في مجال السرديات، وبذلك يعيد هذا العدد (4) ذكرى رباعيات الحكمة التي سارت عليها تصنيفات الحكماء القدماء  للمعرفة؛ فقد ظل الرقم (4) أيقونة تقسيمات العلم، منذ أفلاطون وأرسطو، كما نقل القفطي عن ثاؤون.
  البحث الأول: بعنوان" تعريف القصة القصيرة، مدخل نظري ونموذج تطبيقي" للدكتور خالد عاشور، وعرض فيه المفاهيم المتعددة لنوع القصة القصيرة، وبين أن القصة القصيرة لم تحظ بتعريف واحد، بل تعددت مفاهيمها بتعدد المدارس النقدية، بل بتعدد النقاد، وبيَّن أن هذه الاختلافات اعتمدت على معايير مختلفة، بعضها اعتمد على الحجم، أي عدد الكلمات، وبعضها اعتمد على فنية التعبير، وبعضها الآخر على المغايرة، ثم أعقب هذا الجزء النظري بجزء آخر تطبيقي، تناول فيه مجموعة قصصية للقاص حسن الجزار بعنوان"أرض القطنة".
أما البحث الثاني فعنوانه "ملامح أدب السيرة الذاتية المترجم، نماذج مختارة من الأدب الروسي" للدكتورة رشا غانم، وبدأت الباحثة بحثها برصد طبيعة أدب السيرة الذاتية، وبيَّنت كيف يتداخل أدب السيرة مع أنواع أدبية أخرى، مثل المذكرات والشهادات واليوميات، وطبَّقت دراستها على ترجمة سيرتين من الأدب الروسي، الأولى بعنوان "مذكرات طبيب شاب" للكاتب ميخائل بولخانوف، والأخرى بعنوان "صلاة تشرنوبل" للكاتبة البيلاروسية سيفتلانا الكسييفيتش.
والبحث الثالث بعنوان "تحولات السرد العربي المعاصر من الحداثة وما بعدها إلى السيولة والإعلام البديل" للدكتور محمود الضبع، وتناول فيه التحولات الجذرية التي حدثت في الألفية الثالثة في السرد العربي، نتيجة للتطور التكنولوجي وتطبيقاته، ولشيوع حالة السيولة المعرفية والثقافية وظهور أشكال من الإعلام البديل.
وهكذا نرى هذا التنوع  الخلاَّق في الموضوعات السردية، فقد جمعت الأبحاث بين التنظير والتطبيق، بين الأدب المبدَع والمترجَم، بين أدب السيرة وأدب القصة القصيرة، بين الفني والثقافي، لذا نرجو أن تكون هذه الأبحاث مفيدة ونافعة وجديدة وتحظى بالقبول لدى قراء النقد السردي وباحثيه.     والله الموفق                   رئيس التحرير

الكلمات الرئيسية